حاولت أن أستمع إلى همس السيد المسيح، الى شباب اليوم... تراه... ماذا يقول لهم؟
هلموا نضع آذاننا قرب شفتيه الطاهرتين، أو نتكئ مثل يوحنا الحبيب على صدره الرحب، لنسمع دقات قلبه الحنون، الذى يخفق بحب العالم كله..
ابني الحبيب... ابنتي المباركة :
أنني أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائي عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب في الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين، وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأني فديتك، دعوت باسمك، أنت لي" (أش 1:43).
لاتخف لأني فديتك :
نعم... لاتخف يا حبيبي.. فمع أني الإله القدير، والخالق غير المحدود، إلا أن قلبي يذوب حباً من نحوك.
لاتخف مني.. فأنا الآن لا أحاكم أحداً، ولا أقاضي إنساناً.. أنا معك الآن فى زمان الحب، زمان الرحمة.. لذلك فلا تخف مني.
لقد قال لك خدامي أنني سوف أدين المسكونة بالعدل.. وهذه حقيقة.. لكن كل ما يشتهيه قلبي هو أن تأتي إليّ.. كما أنت.. بكل ضعفاتك، وسلبياتك، وتطلعاتك، وطموحاتك، وتمردك، وعبودياتك، تعال كما أنت... ولاتخف.. والسبب بسيط.. لاتخف لأني فديتك.
نعم دمي الذي سال من أجلك على عود الصليب، سال حباً فيك، وسدد كل ديونك.. لذلك فحينما ستقف يوماً أمام العدل الإلهي، تستطيع أن تحتج بكل ثقة وتقول: "ديوني دفعها السيد.. دفعها حين مات نيابة عني".
دعوتك باسمك :
نعم.. لا تتعجب.. أنا أعرف اسمك.. فأنا لست زعيم قطيع، ولا أبحث عن شعبية!
أنا أحبك شخصياً، وصدقني لو أنهم سألوني على الصليب من أجل من ستموت يارب؟ لكنت قد أجبتهم: "من أجل فلان وفلان وفلان".. وكنت سأذكر اسمك فعلاً.. حاول أن تقول الآن: يسوع مات من أجلي، فمن الطبيعي إذن أن أعيش من أجله.
ومعرفتي باسمك ليس المقصود بها اسمك فقط، بل ظروفك وطبيعتك ومستقبلك الزمني والأبدي، كل خلاياك، وثنايا حياتك الأرضية والأبدية، وما قابلت وسوف تقابل، كل هذا أنا أعرفه. لهذا أحبك.. من أجل النجاح الذى سوف تنجحه.. ومن أجل الفشل الذى سوف يبكيك ويبكيني معك، ومن أجل كل لحظة سقوط أو نصرة.. أنا معك.. أنا فيك!!
أنت لي :
لا لكي احتكرك أو أستولي عليك.. كلا.. والسبب بسيط: أنني لا نهائي.. وأي إضافة إلى مالا نهاية تساوى صفراً.. أنا لا أحتاج إليك وأنت لا تضيف إلى شيئاً.. بصراحة أنا محتاج أن أعطيك.. أعطيك حبي، وجسدي، ودمي، وخلاصي، وأبديتي، وفرحي اللامحدود.
ابني الحبيب... ابنتي المباركة..
أنا في انتظاركما... بكل الحب..
شكرا...