في إحدى الليالي شعر بالبرد، فأشعل النار في كومة من الحطب، ووقف ينظر إليها؛ ثم ألقى بنفسه فيها•
أسرع بعض المارة وتمكنوا من إنقاذه، بعد أن أصيب بإصابات بالغة، وحروق شديدة• وفي التحقيق.
قال الشاب: بينما كنت أستدفئ، حملقت في ألسنة اللهب عندما ارتفعت، وأُعجِبت بمنظرها، وشعرت بقوة لا شعورية تدفعني أن ألقي بنفسي فيها•
وربما تتعجب عزيزي القارئ لهذه الحادثة الحقيقية، والتي نُشرت في إحدى الجرائد اليومية، فتقول: هذا جنون؟
لكن، أليس هذا ما يُقدم على فعله الكثير من البشر منا، عندما تلمع في أعينهم ألسنة نار الخطية، في ثوبها الأحمر والصاخب، فتتوهج الشهوة، وإذا بقوة لا شعورية تدفعنا إليها، فنلقي بأنفسنا بين أحضانها، فلا نحصد منها سوى المرار والرماد؟
ولماذا قطع هيرودس رأس يوحنا المعمدان «أعظم المولودين من النساء»؟
أليس لأنه أُعجب بمنظر ابنة هيروديا ورقصها، في ليلة صاخبة حمراء، وأقسم أن يعطيها مهما طلبت حتى نصف المملكة (مرقس21: 6-29).
إن الخطية كالخمر في تأثيرها، لذلك جاء التحذير «لا تنظر إلى الخمر إذا احمرّت، حين تظهر حبابها في الكأس، وساغت مرقرقة• في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان» (أمثال31: 23-32 ).
فالخطية تبدأ بالفكر (شرارة النار)...
ثم تحرك العواطف والمشاعر (الوقود)...
ثم تجر الإرادة (الحريق)•
لذلك يقول الحكيم: «لا يمل قلبك إلى طرقها، ولا تشرد في مسالكها• لأنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء• طرق الهاوية بيتها، هابطة إلى خدور الموت» (أمثال 25: 7-27).
يا رب ساعدني !!!!
أمام هذا التيار الجارف , أن أبقى أميناً لك, مرنماً:
إن قلبي ليس يهوى ........ غير فاديَّ الحبيب
باسمه نِلت خلاصي ....... إذ فداني بالصليب