إذا نفخ سائق السيارة في نفيره ، فانك تسرع وتخلي له الطريق ، وإذا صرخت صفارة
الانذار ، تهرب لحياتك وتدخل أقرب مخبأ. أما عندما ينذرك الله بقوله "اهرب من
الغضب الآتي" أراك لا تهتم فهل لا يستحق انذار الله شيئاً من اهتمامك كما تعطي
لإنذارات الناس؟
* إذا أعلمك الطاهي بأن الطعام فاسد، فإنك تلقي به أو تتركه وتقوم، وإذا أخبرك
الصيدلي بأن العقار سام، فإنك تأخذ كل حذرك منه، وإذا أعلن مرفق المياه بأن
مياه الشرب ملوثه، فإنك تمتنع حالا عن شرب الماء، أما إذا اعلن الله أن "أجرة
الخطيه هي موت" فإنك تستمر في عمل الخطية، فهل لا يستحق إعلان الله منك أي
اهتمام، ولا سيما أنه يختص بحياتك أنت.
* إذا علقت إحدى المتاجر إعلاناً يقول (احترس من الدهان) فانك حين تدخله، تدخل
بغاية الإحتراس، واذا أعلن مدير على بابه (ممنوع الدخول) لسبب من الاسباب،
فانك لا تدخل، أما اذا قال الله "النفس التي تخطأ هي تموت" فإنك تدير ظهرك
وكأنك لم تسمع شيئاً، فهل لا يستحق الله أن تسمع تحذيره؟
* إذا قال لك الطبيب (هذا الشخص مريض بمرض معد) فإنك حالاً تتجنبه وتسير
بعيداً عنه، أما اذا قال لك المسيح "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى
ملكوت الله ، (يو 3:3) " فانك تصرف ذهنك عن هذا القول، فهل لا يستحق قول
المسيح أي شيء من اعتبارك؟
* إذا كتب تاجر في على سلعة (خذ واحد مجاناً) فإنك تجاهد وسط الزحام لتأخذ
واحدة. وقد تكون السلعة تافهة، وإذا أعلن صيدلي أن العينات عنده مجاناً، فإنك
تسرع لتحصل على واحدة، حتى لو كنت في غنى عنها، أما إذا أعلن الروح القدس بأن
"هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" فإنك تقول ما معناه (ليس الآن)
مع انك في أشد الاحتياج الى هذه الهبه أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم كله.
فهل لا يهمك إعلان الروح القدس؟
* إذا كان الأمر كذلك، فاسمع ما يقوله الوحي الإلهي:
"إن كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الله أعظم ..." ومن لا يصدق الله فقد جعله
كاذباً لأنه لا يؤمن (لم يصدق) بالشهادة التي شهد بها الله عن ابنه.
فإذا كنت تصدق الناس، فلماذا لا تصدق الله أيضاً؟ أو ماذا ستفعل حينما تقف
أمامه في يوم الحساب العسير؟ أجب الآن فليس في العمر متسع لهذا التواكل، وإلا
فستندم وحدك.
منقوول